تبدأ حكايتي مع البادية عندما ولدت فيها وترعرعت بجانبها وأستمتعت بأزهارها المفتحة ومياهها الجارية وبناسها الطيبين البسطاء في العيش كانت أيام جميلة جدا
تلك الايام الحلوة القاسية في زمانها ,عندما كنا صغار نلعب ونلهو بدون ادراك للحياة وبدون مانعير اي اهتمام ماذا سيكون غدا
اغلب سكان البادية لايسجلون ابنائهم بالمدارس لانهم محتاجين لمساعدتهم في رعي المواشي , كان المسجد هو من يذهب اليه اغلب الاطفال وخصوصا الذكور
درست في المسجد وتعلمت الحروف وبعض السور القصيرة , وفي سن السابعة ادخلني ابي الى المدرسة,لكن ليس كل من يصل الى سن الدراسة يدخل المدرسة , كانت حالة خاصة وسببها اعاقتي , لم يريد ابي ان اضيع بين المواشي فسجلني في احدى المدارس ببئر النصر اقليم بنسليمان وبسب بعدي عن الدراسة تركني ابي عند اناس نعرفهم وكل اسبوع وكل عطلة اعود الى بيتنا لمساعدة اخوتي في الرعي وكم كانت فرحتنا عند نهاية كل اسبوع ننتظر متى نعود الى بيتنا وهكذا تمر الايام والسنين
كان يوم السوق الاسبوعي الوحيد عيد عندنا نفرح كثيرا عند وصوله وخصوصا اذا اخبرني ابي انني ساذهب معه في الغد الى السوق لاننام تلك الليلة من شدة الفرح ننهض باكرا ونلبس اجمل الثياب كأنك ذاهب الى عرس او حفل كانت وسيلة تنقلاتنا الدواب من حمير او بغال او حصان , وقبل الذهاب الى السوق نأخذ معنا البيض والدجاج والزبدة والصوف لبيعها والتسوق بثمنها , وعند دخولنا الى السوق نجد عالما اخر لانراه الا مرة في الاسبوع واول مايصادفك في الباب اناس نساء ورجال يشترون كل مالديك من بيض وزبدة وصوف ودجاج , وبعدها تضع متاعك (الشواري) عند احد البائعين وتذهب لتشتري ماتريد , وفي السوق كل شيء موجود من خضارة وبائعي الملابس والجزارة واصحاب القطاني والمقاهي ورحبة الغنم و نتسوق منه كل مانحتاج اليه من مواد غذائية اساسية تكفي لأسبوع كامل
ستة دواوير تستفيد من ذلك السوق زيادة على ذلك بعض الجيران من ولاد امحمد والرواشد وعين الخيل والشاوية ...الخ وفي ذلك السوق كانت تحل النزاعات وكل المشاكل وكان يوجد الدرك والمخازنية والشيخ والمقدم واعوان السلطة
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا على تواصلكم